يتبقى 47 يوم على الاسراء والمعراج ، حيث يكون الاسراء والمعراج الاثنين ، 27 رجب 1446 الموافق 27 يناير ( كانون الثاني) 2025.
ليلة الإسراء والمعراج من أكثر الليالي المقدسة والتي تعرف بالمعجزات الربانية التي أنزلها الله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن الأحداث العظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية، وكانت في 621م، حيث أرسل الله نبيه الكريم مع جبريل عليه السلام على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن بعدها إلى السماء العلى للقاء الله عز وجل، في حادث من أكثر المعجزات الربانية في تاريخ الدعوة الإسلامية، و سنتعرف على جميع تفاصيل الأحداث في تلك المقالة.
المقصود بالإسراء والمعراج
يقصد بالإسراء هو انتقال النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام في الرحلة الأرضية وركوب البراق، من المسجد الحرام "مكة" إلى المسجد الأقصى "بيت المقدس" وذلك في سرعة فائقة كالخيال، يقول الله عزوجل في كتابه الكريم: سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ .
ويقصد بالمعراج، هو انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم مع سيدنا جبريل عليه السلام، إلى رحلة من الأرض إلى السماء، حتى سدرة المنتهى للقاء الله عز وجل على البراق، يقول الله عز وجل: وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى .
وقد حدثتا رحلة الإسراء والمعراج في نفس الليلة، وذلك على الرغم من اختلاف الزمن في ورودهما في القرآن الكريم، حيث ذكر الإسراء أولاً في سورة "الإسراء"، وبعدها جاء الحديث عن المعراج في سورة "النجم"، ومن الممكن أن تكون الحكمة هو تقديم الإسراء الرحلة الأرضية، عن المعراج الرحلة السماوية، والتي تعتبر أكبر حدث أذهل الناس عندما علموا به.
جاءت أحداث الإسراء والمعراج كموانسة للرسول صلى الله عليه وسلم، من الله عز وجل، حيث في ذلك الوقت فقد الرسول عليه الصلاة والسلام زوجته خديجة، وعمه أبا طالب اللذين كانا يؤانسانه لما كان يمر به من تكذيب المشركين له، وسمية هذه السنة بعام الحزن، وفي سبيل الدعوة ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم وحيداً إلى الطائف، وذلك من أجل الدعوة الإسلامية، ولكنهم طردوه ورموه بالحجارة وآذوه بشكل كبير، وهنا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه "اللهم إلى من تكلني.."، فيرسل الله جبريل عليه السلام مع ملك الجبال، ويقول جبريل لو أردت نطبق عليهم الجبال فيقول له النبي : "لا - لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحّد الله"، فجاء كرم الله بحادثة الإسراء والمعراج كتعويض عن الأذى الذي مر به الرسول محمد وتكريم له.
يقصد برحلة الإسراء، الرحلة الأرضية قبل الصعود إلى السماء، حيث أتى سيدنا جبريل عليه السلام إلى رسول الله وهو نائماً في مضجعه، فهمزه بقدمه ثلاث مرات حتى أفاق الرسول وجلس، فمشى جبريل وذهب الرسول خلفه، فأخذه جبريل إلى باب المسجد، وحينها رأى البراق، وهو دابة بيضاء بين البغل والحمار، وفي فخديها جناحان، وصعد الرسول عليه بصحبة جبريل عليه السلام، ثم انتهى به المطاف إلى بيت المقدس في سرعة كالبرق، ثم رأى هناك الأنبياء "إبراهيم وموسى وعيسى"، فأمهم النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته.
يقصد بالمعراج هو الصعود من سطح الأرض إلى السماء حيث ما لا يتوقعه بشر، حيث بعد الانتهاء مما كان في بيت المقدس، صعد الرسول مع جبريل إلى السماء الدنيا بالبراق، حتى وصلوا إلى السماء الأولى، ووقفا عند الباب يقال له "باب الحفظة"، وعليه ملك من الملائكة يقال له "إسماعيل"، وتحت يديه يوجد أثنا عشر ألف ملك.
فقال الملك: من معك، فرد: أنا جبريل، قيل من معك؟ قال محمد، قيل أوقد أرسل؟، قال نعم، قيل مرحباً به فنعم ما المجئ جاء.
ففتح الباب وإذا بسيدنا آدم عليه السلام، فسلم عليه الرسول فرد عليه السلام ثم قال"مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح"، ويقول الرسول رأيت رجالاً لهم مشارف كمشارف الإبل، وفي أيديهم قطع من نار كالأفهار يقذفونها وتخرج من أدبارهم، وسأل من هؤلاء يا جبريل؟ فرد عليه سيدنا جبريل هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلماً.
ثم رأى الرسول رجالاً لهم بطون بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل العطاش حين يعرضون على النار، فسأل رسول الله من هؤلاء يا جبريل؟ فقال هؤلاء أكلة الربا.
ورأى نساء معلقات بثديهن، فسأل من هؤلاء يا جبريل؟ فرد عليه السلام، هؤلاء اللاتي أدخلن على رجالهن من ليس من أولادهم "الزانيات".
السماء الثانية
تكرر نفس الحديث مع الملك على الباب، فلما فتح إذا بسيدنا يحيى بن زكريا، وعيسى بن مريم، فسلم عليهم رسول الله وردا السلام.
السماء الثالثة
ثم صعدا إلى السماء الثالثة، وتكرر نفس الحديث مع الملك على الباب، وبعدما فتح، وجد رجل وجهه مضئ كالقمر، فسأل من هذا يا جبريل؟ فقال له هذا أخوك يوسف بن يعقوب فسلم عليه، وسلم عليه الرسول فرد له السلام.
السماء الرابعة
فوجد رسول الله فيها رجل فسأل سيدنا جبريل، من هذا؟ فقال هذا إدريس.
السماء الخامسة
ومن ثم صعدا إلى السماء الخامسة، وبعد فتح الباب، وجد رسول الله رجلاً كهلاً أبيض اللحية والشعر وجميل للغاية، فسأل من هذا يا جبريل؟ فقال له هذا هارون بن عمران المحبب في قومه، فسلم عليه رسول الله فرد له السلام.
السماء السادسة
بعدما صعدا إلى السماء السادسة، فلما مر من الباب، قال جبريل، هذا أخوك موسى بن عمران فسلم عليه، سلم عليه رسول الله فرد السلام، ولما تجاوزه الرسول، بكى موسى عليه السلام، قيل مايبكيك؟ قال: "أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل من أمتي".
السماء السابعة
وفي السماء السابعة، وجد رسول الله رجل كهل يجلس على كرسي على باب البيت المعمور، فسأل ما هذا يا جبريل؟ فقال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون إليه إذا خرجوا، ثم قال ومن هذا يا جبريل؟ فقال هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه، ثم سلم رسول الله عليه ورد عليه السلام.
ثم رفع رسول الله إلى سدرة المنتهى، وقال نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، ورأى أربعة أنهار، نهران منهم باطنان ونهران ظاهران، فسأل رسول الله جبريل، ما هذا يا جبريل؟، فقال إنهم نهران، الباطنان في الجنة، والظاهران هما نهر النيل ونهر الفرات.
ثم ذهب رسول الله للقاء ربه، وفرض عليه خمسين صلاة كل يوم، ثم رجع ومر على سيدنا موسى بن عمران، فسأله بما أمرت؟ قال أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال إن الصلاة ثقيلة وأمتك ضعيفة، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك، ثم ذهب الرسول إلى ربه، وعاد إلى موسى، قال وضع الله عني عشراً، فقال سيدنا موسى مثله مجدداً، فعاد إلى الله إلى أن أمر رسول الله بخمس صلوات كل يوم، فمن أداهن منكم إيماناً بهن واحتساباً لهن، كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة.